مشاركتي في مؤتمر كمبردج عن المخطوطات في مواجهة الصراعات


شاركت بفضل الله في مؤتمر المخطوطات الإسلامية العاشر في موضوع "المخطوطات في مواجهة الصراعات"، المنعقد في الفترة من 31 أغسطس إلی 2 سبتمبر 2014 بكلية «مودلن»، جامعة كمبردج، المملكة المتحدة،  ينظم المؤتمر هيئة المخطوطات الإسلامية، وجمعية المكنز الإسلامي ومركز الوليد بن طلال للدراسات الإسلامية بجامعة «كمبردج».
عنوان بحثي "مخطوطة تكاد تكون ألفية،  قطعة من البخاري نسخت سنة 490هـ".

ملخص البحث:
         وقفتُ على مخطوطة خزائنية غميسة في خزانة الإمام علي بتارودانت يرجع تاريخ نسخها إلى 490هـ. ويكفي هذا التاريخ ليدل على نفاستها، فضلا عن كونها قطعة من صحيح البخاري برواية الأصيلي التي انقطعت في المغرب بعدما اعتمد المغاربة نسخة ابن سعادة. ويوجد من المخطوطة قطعتان فقط في العالم تحديدا في المغرب: الأولى في تارودانت برقم 149 ك، والثانية في خزانة ابن يوسف بمراكش رقم 301. كتبت المخطوطة (190 ورقة) بخط أندلسي عتيق، وهي السِّفْر الأخير من صحيح البخاري ابتداء من أواخر كتاب الأدب، ونلفي في آخرها ما نصه:"تم الديوان بأسره، بعون الله ويسْره، وهو المسند الصحيح للبخاري؛ الله محمود على ذلك كثيرا، وذلك في غرة شهر رمضان المعظم من سنة تسعين وأربع مائة. وانتسخه محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاضي لنفسه نفعه الله به، وأعانه على فهمه ودرسه، من كتاب قوبل بكتاب الفقيه أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي رحمة الله عليه." كل ما سبق يدخل المخطوطة ضمن المخطوطات العتيقة، ويعلي من قيمتها بين مجموعات مخطوطات البخاري في العالم بصفتها من أقدمها في المغرب، حيث كادت أن تكون ألفية ولا يفصلها عن ذلك سوى أربعين سنة، والمعلوم أن المخطوطة الألفية هى ما كتب سنة 450هـ وما قبلها. ولعل السؤال الملح: كيف استطاعت هذه المخطوطة مواجهة الآفات، والصمود أمام تقلبات الأحوال في الغرب الإسلامي، وصولا إلى خزانة مغمورة في جنوب المغرب؟ سيدرس البحث المخطوطة من الناحية الكوديكولوجية والتعريف بها وبيان قيمتها العلمية والفنية، فضلا عن دراسة مكوناتها المادية كالنساخة والتسفير والمقابلة والتملك والتسطير والتطرير، مع فحص الآفات التي عانت منها وإنهاء البحث بخلاصات ومقترحات.

تعليقات