من تنظيم مديرية الثقافة بتارودانت وطاطا، وزارة الثقافة - المغرب:
بلاغ نتائج "مسابقة البحث في التراث باقليمي طاطا وتارودانت"
فعلى إثر المسابقة التراثية التي نظمتها المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتارودانت وطاطا تحت شعار "تراثنا: رمز هويتنا وعنوان فخرنا" من أجل تشجيع الباحثين على البحث في تراث هذين الإقليمين، بهدف الكشف عن بعض مكنوناته، و الاحتكاك به، والتعرف عليه، وتمثله بغية المساهمة في المحافظة عليه، وتيسير العمل على تطويره وإدماجه في مخططات التنمية المحلية بشكل عقلاني، وعملي، يساهم في رفع الحيف والتهميش عن هذه المناطق وأهلها، ويسرع من وتيرة إدماجها في المخطط التنموي الشامل لعموم الوطن.
تم خلال الشهرين الماضيين مراجعة البحوث وتقييمها من طرف لجنة مكونة من السادة الأساتذة: عز الدين بونيت (رئيسا)، نور الدين صادق (عضوا)، مولود شهبون (عضوا)، عبد القادر الصابر (مقررا).
من خلال تقارير السادة الأساتذة بعد فحصهم لمختلف الأبحاث المترشحة وعددها ستة عشر بحثا رأت الجهة المنظمة أنها مستجيبة للشروط المطلوبة في المسابقة، فكانت بحوثا متنوعة من حيث موضوعاتها وزوايا معالجتها لهذه الموضوعات، ولعل ما يلفت الانتباه في اختيار هذه الموضوعات هو الإحساس الذي ينطوي عليه، بالانتماء الترابي والاعتزاز بهذا الانتماء والغيرة عليه، وفضلا عن ذلك فقد غطت المواضيع الملامح التراثية للإقليمين موضوع المسابقة بشقيها المادي وغير المادي، وشملت التراث البدوي والتراث الحضري، كما غطت النطاق الجغرافي للإقليمين بشكل شبه متوازن، وكان معظمها باللغة العربية إلا بحثا واحدا كان باللغة الفرنسية.
من الملاحظات العامة التي ينبغي تسجيلها، والتي تنسحب على عدد من الأبحاث، مشكلة اللغة والأسلوب، حيث اتسم عدد من الأبحاث باضطراب وضعف لغوي بارزين، كما أن بعضها اعترته أخطاء لغوية وإملائية كثيرة، سواء في العربية أو الفرنسية.
ومن الملاحظات الشاملة لعدد من البحوث، مشكلة التوثيق، حيث لم يعن الباحثون بتدقيق إحالاتهم ومنهم من لم يأخذ نفسه أصلا بأي توثيق. وهناك بعض البحوث التي اعتراها عيب السرقة وعدم الأمانة العلمية، وهذه البحوث تم استبعادها تماما من المنافسة بالنظر إلى فداحة تصرف الباحثين. وعلى العموم، فقد اتسمت البحوث جميعها بالطرافة في اختيار الموضوعات والاجتهاد في استقصاء جوانبها، وإن بلغ ذلك أحيانا حد الاعتراف في التفاصيل التي تحيد عن جوهر الموضوع وتصل أحيانا مرتبة الحشو.
توصية لجنة التحكيم:
ويمكن القول إن هذه المبادرة محمودة في دورتها الأولى هاته بأن فتحت الطريق للتفكير في مزيد من التدقيق وتوفير مواكبة قبلية وبعدية للمشاركين أو الراغبين في المشاركة، ولا سيما من الباحثين الهواة الذين ينبغي أن يكونوا هم المستهدفين الأوائل من هذه المسابقة؛ وذلك بالتفكير في إحداث برنامج تكويني قبلي وبعدي يستفيد منه الباحثون الهواة في التراث يشمل طرائق كتابة الموضوعات العلمية بالتراث وتكوين طاقات جديدة من المتطوعين تساعد على تعميق الوعي بالتراث الثقافي متسلحة بالخبرة المنهجية والعلمية الضرورية لتقوية آليات المرافعة والمواكبة البناءة لجهود صون التراث المحلي وتثمينه.
النتائج:
وقبل إعلان النتائج، نتقدم بالشكر الجزيل لكل الباحثين الذين شاركوا في هذه المسابقة، كما نتقدم بأصدق عبارات الشكر والتقدير للسادة الأساتذة أعضاء اللجنة ولكل المساهمين في إنجاح هذه المسابقة التراثية.
اختيار وترتيب أجود البحوث المشاركة في المسابقة.
اعتبارا للملاحظات التي أسلفنا الحديث عنها، قامت اللجنة بترتيب أجود المشاركات، اعتمادا على جملة من المعايير أهمها: أصالة وأهمية الموضوع المعالج، تميز طريقة التناول وإحكام تصميم البحث، أهمية المصادر المعتمدة، جودة ودقة الإحالات المرجعية، جودة وسلاسة أسلوب الكتابة، متانة ورقي اللغة المستعملة، مع استمرار قوتها على نفس الوتيرة من بداية البحث إلى نهايته، الخلو من الأخطاء اللغوية والإملائية، ثم جودة وواقعية الاقتراحات المقدمة، والموازنة بين التعريف بالقيمة التراثية وآفاق التثمين والحفاظ والصيانة. وقد جاء ترتيب المشاركات الثلاث الأولى حسب أهميتها وأولويتها على الشكل التالي:
1- البحث الأول: المسفر الأخير؟ تسفير الكتب في تارودانت بين الماضي والحاضر. – ذ أحمد السعيدي من أكادير.
2- البحث الثاني: معاصر السكر الأثرية في مجال تارودانت: تراث مادي فريد.- ذ كمال العاطف من قلعة السراغنة
3- البحث الثالث: قصر ألوگوم التراثي: من الإهمال إلى الانبعاث – ذ مصطفى بولهريس من أولاد برحيل
وبهذه المناسبة، تتقدم المديرية الإقليمية للثقافة بتارودانت، بأحر التهاني والتبريكات للفائزين مع أفضل المتمنيات بمزيد من العطاء والتميز بإذن الله.

تعليقات
إرسال تعليق