مشاركتي في ندوة تكريم العلامة د. اليزيد الراضي بتارودانت

 مشاركتي في ندوة تكريم العلامة د. اليزيد الراضي بتارودانت بموضوع "الدكتور اليزيد الراضي محققا".

مقدمة البحث:

من المعلوم أن التحقيق هو "إخراج نص معين في شكل أقرب إلى الصورة التي تركها مؤلفه اعتمادا على المقارنة بين النسخ التي بقيت من الكتاب."([1]) وبتعبير آخر هو "بذل غاية الوسع والجهد لإخراج النص التراثي، مطابقا لحقيقة أصله نسبةً ومتنا، مع حل مشكلاته، وكشف مبهماته."([2]) وقديمًا قال الجاحظ: "ولربَّما أراد مؤلِّفُ الكتاب أن يصلح تصحيفًا، أو كلمةً ساقطة، فيكون إنشاءُ عشر ورقات من حرِّ اللفظ وشريف المعاني، أيسرَ عليه من إتمامِ ذلك النقص، حتى يردَّه إلى موضعه من اتصال الكلام."([3])  كما أن التحقيق ممارسة متوسَّلٌ بها في مجالات عديدة مثل علوم الشريعة والعلوم الإنسانية والعلوم العقلية، بغية إتاحة نصوص معينة للباحثين والدارسين مصححةً مضبوطة. وهذا هو جوهر عمل المحقق. فكم من باحث اضطرته إكراهات بحثه إلى السير في مسلك التحقيق، لأن النصوص المهتمّ بها غير جاهزة لاستثمارها، إما لأنها من المخطوطات المغمورة أو لتعدد نسخها ورداءتها...، وهو ما أدخل الباحث –راضيا أو مكرها- إلى دائرة التحقيق خطوةً أولى للدراسة والتحليل والاستنتاج... وهذا صنيع كثير من الباحثين([4]) المغاربة، الذين ولجوا دائرة التحقيق من تخصصات مختلفة، فحققوا نصوصا هامة كانت إلى عهد قريب في حكم المخطوطات المجهولة أو المنسية أو البعيدة المنال، أو كانت أشعارا مشتتة في كناشات وتقاييد ودفّات الكتب...، فصنعت الدواوين من أشتات نصوص أوشكت على الاندثار، ومن هؤلاء المحقق الأستاذ الدكتور اليزيد الراضي.



([1])- مصطلحات الكتاب العربي المخطوط (معجم كوديكولوجي)، أحمد شوقي بنبين ومصطفى الطوبي، ص 60. وقد نشرت كتب كثيرة في نظرية التحقيق منها كتاب: تحقيق النصوص ونشرها لعبد السلام هارون، وقواعد تحقيق المخطوطات لصلاح الدين المنجّد، وعلم التحقيق للمخطوطات العربية، لفخر الدين قباوة...

([2])- أبجديات البحث في العلوم الشرعية، فريد الأنصاري، ص98.

([3])- الحيوان: 1/79.

([4])- ممن دخل الى التحقيق من باب التاريخ نذكر المؤرخ د. محمد حجي الذي حقق نصوصا وحده أو بالاشتراك مثل: نشر المثاني للقادري، وزهر الأكم والمحاضرات لليوسي، والبيان والتحصيل لابن رشد، والذخيرة للقرافي، والمعيار المعرب للونشريسي...





تعليقات