التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مشاركتي في الندوة الدولية "الأمن المائي في الفقه الإسلامي والتشريع المعاصر"

    نظم مختبر التراث الفقهي تأصيل وتجديد ندوة دولية في موضوع: "الأمن المائي في الفقه الإسلامي والتشريع المعاصر" في كلية الشريعة، جامعة ابن زهر بأكادير، 

   يومي 8 و 9 ماي 2023م. وقد شاركت ببحث "وثيقة جديدة عن الماء بفاس: 

    مخطوط "بغية الأدباء الأكياس في معرفة قسمة وادي فاس" للقاضي محمد العابد 

     ابن سودة (ت.1359هـ/1940م)

ب     برنامج الندوة

f




ملخص البحث:

تعرضت وثائق ونوازل ليست بالقليلة لماء وادي فاس من حيث قسمته وتوزيعه واستعماله.. منها ما يعود إلى العصر المريني (ق 9هـ)، ثم العصر العلوي الأول (ق 12هـ) ثم عصر الحماية (ق 14هـ). ومن ذلك المخطوط النادر الموسوم بـ "بغية الأدباء الأكياس بمعرفة قسمة ماء وادي فاس" للقاضي الفقيه محمد العابد بن أحمد بن الطالب ابن سودة (ت. 1359هـ/1940م)، ألفه سنة 1336هـ/1918م لمّا وقع النزاع بين أهل فاس، وأتى بنصوص ظهائر الملوك ورسوم تشهد بذلك. وقد وقفت عليه ضمن مخطوطات مكتبة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء برقم 811 Manus. ويقع في 40 ورقة (80 ص)، كتب بخط مغربي مسند،. ذكره غير واحد من المعاصرين وأولهم حفيده عبد السلام ابن سودة في كتبه: دليل مؤرخ المغرب الأقصى، وإتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، وسَلّ النّصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال، فضلا عن يوسف المرعشلي في نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر..

أما عن تصميم الكتاب، فقد قسّمه المؤلف إلى تسعة أبواب هي: المقدمة في كيفية جري ماء وادي فاس. الباب الأول في كيفية دخول ماء وادي فاس إلى فاس. الباب الثاني في بيان ما يستدل به على ملكية أهل فاس لوادي فاس. الباب الثالث في بيان حالة وادي فاس بعد دخوله لفاس. الباب الرابع في ذكر كيفية قسمة ماء وادي فاس على عدوتي فاس. الباب الخامس: فيما وقع بين أهل العدوتين أيام القاضي عبد الهادي وما صدر منه في ذلك. الباب السادس في بيان سبب حادثة الماء عام أحد وثلاثمائة وألف المعروفة بقضية الصويري. الباب السابع: في ذكر خريطة لماء عدوتي القرويين. الباب الثامن في بيان الحادثة الوقتية. الباب التاسع: في عدد الرسوم الداخلة لليد ووجه إثباتها. الباب العاشر في إثبات حكم القضاة والعلماء في الحادثة الوقتية وهي خاتمة الكتاب.

يروم البحث التعريف بهذا المخطوط النادر بوصفه وثيقة تؤرخ لقضية قسمة الماء بمدينة فاس في فجر الحماية الفرنسية من وجهة نظر قاض وفقيه فاسي عاصر القضية وأبدى رأيه فيها بالأدلة التاريخية والفقهية، وبوصف الحدث أيضا نازلة من النوازل المتناولة عند فقهاء فاس زمنئذ. هكذا سيقسم البحث إلى مبحثين هما: التعريف بالمؤلف وفيه ترجمة له نشأة وتعلما وتقلبا في الوظائف وتأليفا.. ثم التعريف بالمخطوط من حيث وصفه ومضامينه وقيمته ومصادره ومنهجه، إلى بيان موقعه ضمن قضايا الماء في النوازل الفقهية بالمغرب عموما وبفاس 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صدر حديثا: مشاركة في كتاب جماعي عن العلامة أبي سالم العياشي

مخطوط فريد في ترجمة أبي سالم العياشي: " إرفاد الوافد القاصد" لحفيده مَحمد بن حمزة (بعد 1135ه) أحمد السعيدي جامعة ابن زهر- أكادير تلقي المقالة الضوء على مخطوط فريد  ودفين لأحد علماء الزاوية الحمزية العياشية، وهو "إرفادُ الوافدِ القاصِد، وبَرْدُ غُلَّة المسترشِد الراشِد، بإنشاد الشّارد، من شعر الجدّ والوالد، ومُشيَّد بعض الأسانيد والمَساند"، لمَحمد بن حمزة بن أبي سالم العياشي، مؤلف كتاب "الثغر الباسم في جملة من كلام أبي سالم". وقد كان هذا المخطوط في عِداد التآليف المفقودة إلى حدود ثمانينيات القرن الماضي، حيث ريء -حسب بعض الباحثين- في الخزانة الفاسية للفقيه العابد الفاسي، قبل أن يخرج إلى الوجود ويظهر في مكتبة عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء في أوائل القرن الحالي. ومع ذلك ظل هذا المخطوط –مثله مثل الزهر الباسم- رهين حاله الأولى ولمّا يحقق وينشر، ولعل هذه الأسطر هي أول معرّف به وواصف لما ساقه من آثار عالمي العياشية الجد أبي سالم والوالد حمزة ومن إليهما من بقية هذه الأسرة العلمية المشتهرة. وحسْبُ هذه الأسطر التعريف والوصف تمهيدا لخروج المخطوط إلى د

قراءة في كتاب “الخط المغربي”

الخط المغربي، تاريخ وواقع وآفاق قراءة في كتاب “الخط المغربي”  تأليف الأستاذين محمد المغراوي وعمر أفا  أحمد السعيدي “الخط المغربي، تاريخ وواقع وآفاق”، تأليف الأستاذين: محمد المغراوي، وعمر أفا، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،  1428هـ / 2007م ،  191  ص من القطع المتوسط. يُعد المؤلّفان من ورثة المدرسة المدرسة المنّونية [1]  في الاعتناء بالخط المغربي، إذ عُرف عنهما المزاوجة بين البحث في تاريخيْ المغرب الوسيط والمعاصر، والاشتغال بقضايا الخطّ المغربي تنظيرا وممارسة، فالكتاب المومى إليه ثَمَرَةَ الإحساس بقيمة المنجز الحضاري المغربي على جميع الأصعدة بما فيها فن الخط. وحاصل القول أن الكتاب لا غُنية عنه لدارس الخط المغربي والعربي والباحث في قضايا المخطوطات وتاريخ الفن الإسلامي والجماليات وعلم الصورة.. ولعل المؤلفين تَمثَّلا خلال انقطاعهما لهذا العمل الرصين قول خليل في المُختصر:”وقُدِّمَ فَرضٌ   خِيفَ   فَواتُه .” تاريخ الخط المغربي وخصائصه: تطرق المؤلفان في القسم الأول “تاريخ الخط المغربي وخصائصه” إلى عرض مركّز لمسار الخط العربي م

مقال: جنوب المغرب في الرحلة الفرنسية. نموذج تافراوت

(نشر في مجلة الثقافة المغربية   تصدر عن وزارة الثقافة بالمغرب، العدد 35 ، السنة 2011 .) 1.إضاءة أولى  لابدّ مِن الإشارة إلى أنّ اِختيارَ مُصطلح الهَدْم في عُنوان هذه الدراسة ينفصِلُ – اِنسجاماً مع ما يقتضيه موضوعُ الانفصال مِنْ مُتأمِّلِه – عَنْ عَدِّ الهَدْم طرفاً ضِمْنَ ثنائيةٍ يُمَثلُ البناءُ طرَفها الثاني. لا يتعلّقُ الأمرُ بطرَفيْن مُتقابليْن، وإلاّ اِنطوى مُصطلحُ الهَدْم على فِكر عَدَمي عاجز عن البناء. ما نَرُومُ الاستدلالَ عليه ينطلِقُ مِنَ الوعي بالإمكان التأويلي الذي يُتيحُهُ الانتقالُ من التقابُل إلى نمطٍ آخر مِنَ التواشج. وجْهَة الانتقال مُختبَرُ أسئلةٍ فكرية خصيبة واِنتسابٌ إلى نقدٍ مفتوح ومُتعدِّدِ الجَبهات.  التوسُّلُ بهذا المُصطلح، في العنوان، ينهضُ على الخلخلةِ التي مَسَّت الحمولة الميتافيزيقية لِزوْج الهَدْم والبناء، بما مَكّنَ مِنْ فكِّ الارتباط مع الفِكر العَدَمي، الذي يظلُّ بمنأى عن رهان استراتيجية الانفصال. فالاستهداءُ بهذه الخلخلة مُنطلقٌ رئيسٌ للاقتراب مِنَ الهَدْم بوصفه بناءً ومِنَ البناءِ بوصفه هَدْماً، على نحو يجعلُ الهَدْمَ مُنتسباً إلى استراتي